الإقتصاد

الاقتصاد السلوكي، تعريفه، نشأته، وتطبيقاته

الاقتصاد السلوكي، تعريفه، نشأته، وتطبيقاته

المحتويات

ما هو الاقتصاد السلوكي ؟

يُعرف الاقتصاد السلوكي بكونه العلم الذي يجمع بين الإقتصاد وعلم النفس بغرض دراسة وفهم آليات صنع القرار التي يتخذها الأفراد والشركات. وهو من أكثر المجالات الهامة التي يؤكد الإقتصاديون دائمًا على دوره في التنمية، ولا يقتصر دوره فقط على الإقتصاد وإنما على مجالات أخرى كثيرة مثل السياسة، وآلية فرض وجمع ضرائب الدولة، وقد نجحت تطبيقات الاقتصاد السلوكي في الكثير من الدول منها استراليا وأمريكا، وبعض الدول العربية أيضًا مثل لبنان، مما جعل الكثير من الدول الأخرى تسعى إلى تطبيقه والإستفادة منه.

نظرة أعمق

يعمل الاقتصاد السلوكي على الدمج بين علم النفس والإقتصاد من خلال دراسة القرارات الغير منطقية للبعض ومعرفة الدوفع وراء تلك القرارات ولماذا يتخذ الناس هذه القرارات بالرغم من كونها ضد مصلحتهم الشخصية، مع اعتبار أن الناس لا يتصرفون وفقًا لمصالحهم الشخصية، حيث تؤثر المشاعر والعواطف على قراراتهم، يهدف الاقتصاد السلوكي لمعرفة لماذا يتخذ الأشخاص قرار “أ” بينما يُمكنهم اتخاذ قرار “ب”.

كما يفترض الاقتصاد السلوكي أيضًا أن الجميع يسعى للحصول على السعادة المؤقتة اللحظية من خلال قراراتهم بغض النظر عن تأثير هذه القرارات مستقبلًا، مثل شرب بعض الأشخاص للموارد المخدرة، أو تفضيل البعض مشروب مُعيّن بدلًا من مشروب آخر رغم أنه بنفس السعر.

نشأة الاقتصاد السلوكي

نشأ الإقتصاد السلوكي منذ فترة طويلة جدًا، إلا أن نشأته الحديثة بالصورة الحالية تعود إلى العالم كانمان “Daniel Kahneman” وتفيرسكي “Amos Tversky” ، الذين بدأوا دراسة إنحيازات الحدس أو ما يُطلق عليه “Biases of intuition” وهي عبارة عن الإنحيازات التي تؤثر في اتخاذ القرارات، وذلك بغرض معرفة وتحسين الأخطاء التي يقع فيها الآخرين عند إصدار الأحكام والقرارات.

جمعت الصدفة بين كانمان وتفرسكي عام 1969، وذلك بينما كان يعمل تفرسكي على إجراء بحث للإجابة عن سؤال “هل يتمتع الناس بمهارات إحصائية حدسية جيدة؟” ومنذ أن جمعتهم هذه الفرصة استمر التعاون بينهما ليخرج أول بحث مشترك لهم عام 1974 بعنوان “إصدار الأحكام في ظل عدم اليقين: طرق الإستلال والإنحيازات” (Judgment under Uncertainty: Heuristics and Biases) .

كما تم إصدار ثاني بحث لهم عام 1979 بعنوان “نظرية التوقع: تحليل لعملية اتخاذ القرار في ظل المخاطرة” (Prospect Theory: An Analysis of Decision under Uncertainty) .

هذين البحثين السابق ذكرهم من أهم الأبحاث في هذا المجال وحسب ما ذكر كتاب كانمان في كتاب “Thinking, Fast and Slow” أن هذين البحثين يحتويان الكثير من المعلومات البسيطة التي نعرفها مسبقًا منذ زمن طويل، إلا أننا لم نكن نستخدمها.

تطبيقات الاقتصاد السلوكي

  1. الإستدلال والأساليب البحثية، يعد هذا هو التطبيق الأشهر للاقتصاد السلوكي، حيث يتم من خلاله دراسة سيكولوجية الأشخاص والشركات بغرض تحليل وتجربة القرارات.
  2. التمويل السلوكي، يمكن تطبيق الاقتصاد السلوكي أيضًا على التمويل السلوكي بهدف تفسير أسباب اتخاذ المستثمرين لتلك القرارات المتهورة المتعلقة بالإستثمار والتداول في أسواق المال.
  3. زيادة المبيعات، حيث يمكن للشركات زيادة مبيعاتها من خلال الاقتصاد السلوكي أيضًا، مثال على ذلك شركة Apple، في عام 2007 كان سعر “آيفون” بذاكرة 8 جيجا هو 600 دولار، ثم انخفض السعر سريعًا ليصبح 400 دولار، ولكن ماذا لو تم طرح الهاتف في السوق من البداية بسعر 400 دولار؟ ربما ستكون ردة الفعل سلبية، أما بهذه الطريقة فإن المستهلكين اعتبروا أنهم حصلوا على صفقة رابحة بعد تخفيض السعر، وبالتالي زادت المبيعات بشكل كبير.

الكثير من الشركات تُدرك مدى أهمية الاقتصاد السلوكي، وتدرك أيضًا أن العملاء يتخذون قرارات غير عقلانية في معظم الأوقات، لذلك فإن دراسة نفسية العملاء بالشكل الصحيح تؤدي إلى تحقيق مبيعات ضخمة.

السابق
إعادة تدوير المعادن، ما هي، أهميتها، مميزاتها،مراحلها وتفاصيلها
التالي
كيف أبدأ مشروع الاستيراد من الصين، الدليل الكامل للمبتدئين